الجمعة، 8 أكتوبر 2010

الطبيعة والفطرة .. والشذوذ

حسب ما ورد في كتاب معجم لسان العرب أن الطبيعة هي "الخليقة أو السجية التي جُبِلَ عليها الانسان" وأما الفطرة فهي  "ما فطر الله عليه الخلق من المعرفة والأيمان به تعالى"
 وما ورد في ذات الكتاب عن تفسير الشذوذ فهو "التنحي عن صفات سائدة أو الانفراد بشيء دون الأغلبية أي بمعنى الأنفراد عن الجمهور والندرة"
والآن بين الطبيعة الجسدية والفطرة الروحية والشذوذ الذي يكتنف كل ذات وجب علينا وضع كل شيء في مكانه المناسب


فالطبيعة الجسدية بها الصحيح الكامل وبها العليل الناقص وما بينهما كثير
والفطرة الروحية بها المؤمن العاقل وبها الكافر الجاهل وما بينهما كثير
أما الشذوذ "أو الندرة" فهي صفة موجودة في كل ذات لكنها تتفاوت في مقدارها ونوعها

فكل شيء زائد عن حده الأعتيادي يعد شذوذاً

فلا فرق في زيادة صفة ايجابية أو سلبية
فيمكن للحب "وهو صفة ايجابية" أن تنقلب كثرته الى حب للتملك وغيرة مقيتة
ويمكن للنفور "وهو صفة سلبية" ان تنقلب كثرته الى كره وبغض وعداوة مميتة

ما أود الأشارة له هنا أن كل البشر يمتلك هذه المقومات الثلاث
فكلنا لنا جسد وبه روح تحيا داخله ولنا غريزة تدفعنا للحياة او الموت لا فرق


لذا أتعجب كثيراً عندما يتم أتهام المثليين جنسياً بأنهم شواذ رغم أن ما يطبله "*البعض" يعد مبرراً ومن حقهم
في حين أن من يغتصب امرأة او يقتل طفلاً أو يعتدي على الآخرين ويسلب حرياتهم يتم تبرير فعلته الشنيعة

فيقولون في "الأغتصاب مثلا" لولا أن المرأة تحرزت من الخروج في الوقت ذاك او لم تكن تلبس الملابس تلك ما كان لها ان يحدث ذلك
هذا مثال بسيط وغيره الكثير من الحجج السخيفة والتبريرات التي يمكن لأصغر فرد في المجتمع أن يدرك مدى هشاشتها


أعلم أن الموضوع شائك ومتشعب لكن ما أريد أيصاله هو أن الشذوذ "او الندرة" موجودة في كل فرد منا
سواء أ ظهرت للعيان أم لم تظهر فهي موجودة ولا يمكن نكرانها ولا حق لتهميش فرد أو مجموعة بسببها
فلو أردنا ذلك لوجب تهميش كل فئات وطبقات المجتمع وهذا ما لا يقبله عاقل


لذا خلاصة القول هو "أن نتقبل بعضنا البعض وأن ننسى أختلافاتنا وأن نرى بعين الشمولية ما حولنا" فقد علمتني الحياة
"أن نقاط تشابهنا هي التي تجمعنا أما نقاط إختلافنا فهي التي تحثنا على الأستمرار"

*ملاحظة : أنتبهوا أنني قلت "البعض" حيث لا يحق لكل المثليين في تحقيق جميع رغباتهم وهذا ما سأخبركم به في موضوعٍ قادمٍ


تحياتي

العاشق

هناك 6 تعليقات:

  1. موضوح جميل أحب هذه المواضيع الفلسفية التي ترجع لأصول الأشياء وتضع النقاط على الحروف...
    من الناحية الإصطلاحية لا أرى بأسا باستخدامها نعم الميل الجنسي العاطفي لنفس الجنس يعد شذوذا عن قاعدة الأغلبية...
    لكن أرفض استخدمها لسببين أولا لأن استخدامها صار سلبيا مقرونا بالاضطهاد والنبذ والسباب...
    ثانيا لوجود كلمة أرقى منها معناها أعمق وأقرب للقلب والسمع "مثلي"...

    أتحفتنا :-)
    تحياتي

    ردحذف
  2. نورتنا بمرورك صديقي

    أنا معك 100% لكن لتوضيح الأمور ولضمان عدم حدوث أي اشتباه، أحببت أن أضع المسميات كما هي.


    تحياتي

    ردحذف
  3. عزيزي اعجبني مقالك كثير لك مني التحية والاحترام

    ردحذف
  4. يا هلا ب"غريب" القريب
    بس كنت زعلان منك بس الحين بطلت زعل
    لان كنت ناطر مرورك
    بس انزين انك ما خيبت ظني

    انتظر مرورك دوما صديقي

    تحياتي

    ردحذف
  5. اعتذر بشدة والله ما بالقصد

    وهاااااااااااااااااادي بوووووووسة


    بس ظروف العمل وعدم جلوسي في المكتب لفترة طويلة وانشغالي بالحلوين اللي معي

    نشوفك على خير ونتمنى مزيد من التواصل

    ردحذف
  6. ههههههههههههههههههههههه
    اعتذارك مقبول ان كان سبب الغياب حلوين ههههه
    وان شاء الله القادم أفضل

    تحياتي

    ردحذف